علاقات الهند وبوتان: شراكة تتسم بالثقة العميقة والتفاهم المتبادل على الرغم من الفروقات المتعددة، الهند وبوتان تقر بتبادل الاعتماد بينهما وترى بعضهما البعض كشركاء تنمويين متساويين في جهودهم نحو النمو الاقتصادي، تعزيز الديمقراطية، والسلام الإقليمي.

العلاقات الهندية-البوتانية: شراكة تتميز بالثقة العميقة والتفاهم المتبادل

رغم الاختلافات العديدة، يعترف كل من الهند وبوتان بالاعتماد المتبادل على بعضهما البعض، وينظران إلى بعضهما البعض باعتبارهما شركاء تنمويين على قدم المساواة في جهودهما نحو التنمية الاقتصادية، تعزيز الديمقراطية، والسلام الإقليمي
بناءً على دعوة من رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، قام رئيس الوزراء البوتاني، تشيرينغ توبغاي، الذي تولى منصبه في يناير من هذا العام، بزيارة أولى للهند تستمر خمسة أيام، بدءًا من 14 مارس. كان بصحبته أربعة وزراء في مجلس الوزراء بالإضافة إلى كبار المسؤولين من الحكومة الملكية البوتانية. بالإضافة إلى لقاء الرئيسة دروبادي مورمو، أجرى محادثات ثنائية مع رئيس الوزراء مودي.
كما التقى توبغاي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية، إس جايشانكار، وغيره من كبار الشخصيات في الهند. وقد سافر إلى مومباي للقاء قادة الأعمال لمناقشة زيادة الاستثمارات في بوتان.
شكلت الزيارة لحظة حاسمة لتعزيز التعاون الثنائي والتعامل مع المشاكل المتبادلة. كما قدمت فرصة للبلدين لمراجعة التقدم المحرز في شراكتهما ومناقشة الطرق التي يمكن بها توسيع التعاون.
السياق التاريخي والاتفاقيات الثنائية
منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية في عام 1968، تميزت العلاقة الهندية-البوتانية بأنها واحدة من أكثر القصص نجاحًا في الدبلوماسية بين الجيران في جنوب آسيا، وذلك بفضل الثقة المتبادلة والتفاهم والنضج.
تم الاحتفال بالذكرى الذهبية لإقامة العلاقات الدبلوماسية في عام 2018، وهو ما يسلط الضوء على الطابع الدائم لهذه العلاقة. كما كان معاهدة الصداقة والتعاون بين الهند وبوتان، التي تم التوقيع عليها في الأصل في عام 1949 وتحديثها ومراجعتها في فبراير 2007، هي الركيزة الأساسية لهذه الشراكة الدائمة.
رغم الاختلافات المختلفة، يعترف كلا البلدين بالاعتماد على بعضهما البعض وينظران إلى بعضهما البعض باعتبارهما شركاء تنمويين على قدم المساواة في جهودهما نحو النمو الاقتصادي، وتعزيز الديمقراطية، والسلام الإقليمي.
الهند: شريك تنموي مُقدر
تتأسس العلاقة الثنائية بين الهند وبوتان على العديد من الترتيبات المؤسساتية التي تغطي مجالات مثل الموارد المائية، والتجارة والعبور، والتعاون الاقتصادي، والأمن، وإدارة الحدود.
خطة الخمس سنوات
كانت الهند مساهمًا رئيسيًا في التنمية الاجتماعية والاقتصادية لبوتان منذ أوائل الستينيات، وهي متزامنة مع بداية بوتان لتنفيذ خطط الخمس سنوات. في الخطة الخمسية الثانية عشر، قدمت الهند 4500 كرو، مما يشكل 73% من إجمالي المساعدات الخارجية المقدمة لبوتان.
في الوقت الحالي، يتم تنفيذ 83 مشروعًا بمساعدة من الهند بنجاح و 524 مشروعًا للتنمية المجتمعية ذات التأثير العالي في قطاعات مثل التعليم، والصحة، والتطوير الرقمي، والبنية التحتية، والزراعة، والتطوير القدرات.
علاوة على ذلك، أكدت الهند على دعمها المتزايد للخطة الخمسية الثالثة عشر لبوتان، بما في ذلك النظر في طلب برنامج التحفيز الاقتصادي الذي يتطلب 15 مليار إضافيًا من الروبية الهندية. يتوافق هذا الالتزام مع رؤية بوتان الملكية التي تتمثل في "بوتان صحية ومزدهرة وآمنة".
في أبريل 2023، وافقت الهند أيضًا على تمديد منشأة ائتمان احتياطية إضافية، توفر دعم تبادل عملات إضافي بقيمة 200 مليون دولار على مدى خمس سنوات، بناءً على حزمة الدعم التي تم تقديمها سابقًا.
الطاقة الهيدروكهربائية
لقد كانت التعاون الهيدروكهربائي ركيزة أساسية في الشراكة الاقتصادية الثنائية بين الهند وبوتان. يتم التحكم في هذا التعاون بموجب الاتفاقيات الثنائية للتعاون لعام 2006 وبروتوكولها الذي تم توقيعه في عام 2009.
حاليًا، هناك أربع مشاريع هيدروكهربائية قيد التشغيل، تنتج ما مجموعه 2136 ميغاواط من الكهرباء. بالإضافة إلى ذلك، هناك مشروعان، Punatsanchhu-I و Punatsangchhu-II، بسعات 1200 ميغاواط و 1020 ميغاواط على التوالي، في مراحل مختلفة من التنفيذ تحت الوضع الحكومي المشترك.
تستورد الهند حوالي ثلاثة أرباع الكهرباء المنتجة. كما التزمت الهند بمساعدة بوتان في تحقيق هدف توليد 10,000 ميجاواط من الكهرباء في المستقبل.
علاوة على ذلك، وافقت الهند في أبريل 2023 على النظر بإيجاب في طلب بوتان لبيع الطاقة إلى البورصة الهندية للطاقة من مشروع Basochhu الهيدروكهربائي سعة 64 ميجاوات.
التجارة والاستثمارات
ظهرت الهند كأكبر شريك تجاري لبوتان، حيث تمثل أكثر من 82% من إجمالي واردات بوتان. بالإضافة إلى ذلك، تعد الهند مستثمرًا كبيرًا في بوتان. وتُعد الترتيبات الثنائية للتجارة والعبور هي التي تحكمها اتفاقية التجارة والتجارة والعبور بين الهند وبوتان، التي تم التوقيع عليها لأول مرة في عام 1972.
في السنة المالية 2021-2022، بلغت التجارة الثنائية بين الهند وبوتان 1422 مليون دولار، مع تصدير الهند لبوتان بقيمة 877 مليون دولار واستيراد الهند من بوتان بقيمة 545 مليون دولار.
علاوة على ذلك، تعد الهند المصدر الرئيسي للاستثمارات في بوتان، مساهمة في أكثر من نصف إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة في البلاد في السنة المالية. تعمل حوالي 30 شركة هندية في مختلف القطاعات في بوتان، مما يعزز الرابط الاقتصادي بين البلدين.
الصحة
حصلت البوتانية عود أريحية من الهند بعد بداية التراجع، في تصرف معبر لكقطع وثيقة الفيفا، ع طريق عشرات التبرعات من بارهات كانهتا التي تم بدءها بين عامي بنوبة، معدل أثيراج.
وقدمت الهند أيضًا مساعدات كبيرة لقطاع الرعاية الصحية في بوتان. منذ تسجيل أول حالات COVID-19 في بوتان في عام 2020، قامت الهند بتقديم 13 شحنة من المواد الطبية، بما في ذلك سبعة أجهزة أشعة سينية، والباراسيتامول، والستيريزين، والهيدروكسيكلوروكين، وأطقم الحماية الشخصية، وأقنعة N95، وأطقم الاختبارات RT-PCR.
تم تقديم هذه المساعدة في إطار صندوق سعارك الطارئ لمكافحة COVID-19، مما يظهر التعاون الإقليمي أثناء الجائحة. بالإضافة إلى ذلك، قدمت الهند 550 ألف جرعة من اللقاحات لبوتان في مارس-أبريل 2021، مما ساهم في جهود التطعيم في بوتان.
علاوة على ذلك، ضمن الخطة الخمسية الثانية عشر لبوتان، قدمت الهند مساعدات تنموية بقيمة 4.09 مليار روبية هندية لمشاريع صحية متنوعة، مما عزز بنية الرعاية الصحية والخدمات في بوتان.
التعليم
كجزء من برامج تطوير الموارد البشرية والتكوين القدرات، تقدم الهند أكثر من 950 منحة دراسية سنويًا للطلاب البوتانيين في مجموعة واسعة من التخصصات مثل الطب والإدارة والهندسة وغيرها، مما يتيح لهم الدراسة في المؤسسات الهندية.
بالإضافة إلى ذلك، يتابع حوالي 4000 طالب بوتاني دراساتهم الجامعية في الجامعات الهندية بتمويل ذاتي، مما يعزز الفرص التعليمية.
وعلاوة على ذلك، يتم تخصيص حوالي 300 فتحة سنويًا لبوتان ضمن برنامج ITEC لتحسين المهارات الإدارية والتقنية لموظفي الخدمة المدنية وموظفي القطاع الخاص، مما يساهم في تطوير القدرات في مختلف القطاعات.
وقد خصصت الهند أيضًا 600 مليون روبية هندية لتعزيز مهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والمعرفة بين الطلاب ضمن برنامج التعليم، لتعزيز الأمية الرقمية والتعليم في بوتان.
مجالات التعاون الجديدة
بالإضافة إلى مجالات التعاون الحالية، قدمت الهند مساعدة لبوتان في عدة مجالات جديدة، بما في ذلك الاقتصاد الرقمي، والحكم الرقمي، وشركات الناشئة، والتعاون الفضائي. بشكل ملحوظ، تم إطلاق الهند SAT الهندية-البوتانية بنجاح في الفضاء بواسطة ISRO في نوفمبر 2022، مما يشكل إنجازًا بارزًا في التعاون الفضائي بين البلدين.
دعمت الهند أيضًا إنشاء محطة أرضية في بوتان في مارس 2023، لتعزيز قدرات الاتصال والاتصال.
علاوة على ذلك، قبل زيارة رئيس الوزراء توبغاي بقليل، أقر مجلس الوزراء الهندي في 13 مارس، موافقته على اتفاقيتين لبوتان في مجال الطاقة، بما في ذلك الموارد المتجددة غير الهيدروليكية، وسلامة الغذاء.
الختام
بنت التبادلات المتكررة على المستوى العالي أساسًا قويًا لشراكة تنمية الهند وبوتان. خلال الاجتماعات الثنائية، دعا رئيس الوزراء توبغاي رئيس الوزراء مودي إلى بوتان، مما يسلط الضوء على الثقة المتبادلة والشراكة المتكافئة.
وقد عززت الزيارة الالتزام بتعميق التعاون في جميع القطاعات، وتعزيز العلاقات طويلة الأمد وتمهيد الطريق نحو مستقبل أكثر إشراقًا معًا.
نذكر أن مؤلف هذا المقال هو زميل أبحاث في MP-IDSA، نيودلهي، والآراء المعبر عنها في هذا المقال هي شخصية.